أول حرب بين إسرائيل والدول العربية بدأت عشية إقامة الدولة واستمرت حتى كانون الثاني عام 1949. إندلعت هذه الحرب في أعقاب رفض الدول العربية واللجنة العربية العليا (الفلسطينية) مشروع التقسيم التي أقرته هيئة الأمم المتحدة ـ وهو قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 181 من يوم 29 تشرين الثاني 1947. حتى أثناء مناقشة المشروع في الجمعية العمومية للأمم المتحدة هدد مندوبو الدول العربية باستخدام القوة من أجل منع تطبيق القرار.
من 29 تشرين الثاني1947 - 31 آَذار عام 1948 . إندلع العنف العربي يوما بعد صدور قرار رقم 181. أطلقت عيارات نارية باتجاه حافلة يهودية بالقرب من مطار اللد, وأدى إضراب عام أعلنته اللجنة العربية العليا إلى حرق ونهب الحي التجاري اليهودي الواقع بالقرب من باب الخليل في القدس. وأثناء ذلك كان حوالي 100,000 عسكري بريطاني ما زالوا موجودين في البلاد وقد فاقت قدرتهم العسكرية قدرة قوات المقاتلين من كلا الجانبين. إلا أن السياسة البريطانية كانت عدم التدخل في القتال من الطرفين إلا من أجل الحفاظ على أمن قواتها ومنشاَتها. في غضون هذه الفترة كان النشاط العربي العسكري مكونا من أعمال قناصة وإلقاء القنابل باتجاه المواصلات اليهودية على امتداد الشوارع الرئيسية وباتجاه الأحياء اليهودية المنعزلة في المدن المختلطة وفي المستوطنات الثنائية.
أما "ألهاغانا" وهي الجناح العسكري للسكان اليهود المنتظمين فقد ركزت جهودها في بداية الأمر في الأعمال الدفاعية تحرص على حصر أعمال الانتقام ضد المسؤولين المباشرين عن أعمال الاعتداء فقط.
على العكس منها فقد نفذت "ألإيتسل" وهي الحركة السرية التي لم تخضع لسيادة المؤسسات الرسمية أعمال انتقام دون تمييز, مثل الحادث الذي وضع فيه قنبلة في سوق عربية. من كانون الأول 1947 وحتى كانون الثاني 1948 قام العرب بمساعدة متطوعين من الدول العربية المجاورة بعدة محاولات لاحتلال مستوطنات يهودية نائية (كفار عتسيون, تيرات تسفي, كفار سولد) إلا أن المدافعين اليهود صدوهم عنها. وقد أحرزت أعمال إرهابية استخدمت بريطانيين فارين كم الخدمة نجاحا أكبر وخاصة في القدس حيث اشتملت على تفجير مبنى المؤسسات القومية, مكاتب إدارة تحرير صحيفة " فلسطين بوست " وعدد من البيوت في شارع بن يهودا.
في كانون الأول عام 1948 دخلت إلى أرض إسرائيل قوة من المتطوعين العرب بقيادة فوزي القاوقجي وسيطرت على المنطقة العربية في شمالي البلاد. وقد دخل متطوعون اَخرون وخاصة من "الأخوان المسلمين" في مصر - دخلوا إلى منطقة الخليل ـ بيت لحم في الجنوب.هذا وقد بلغ عدد المسلحين في قوة القاوقجي ـ الذي عرف باسم "جيش الخلاص" ـ في كانون الثاني حوالي 2000 شخص وقد تراوح عددهم في نيسان وفق التقديرات ما بين 5000 و- 8000 شخص. وقد أرسلت هذه القوة ضباطا ووحدات صغيرة الحجم إلى المدن مثل حيفا ويافا, التي كان من المتوقع أن يحتلها اليهود, كما هاجم على مستوطنات يهودية في شمالي البلاد (تيرات تسفي, مشمار هعيمك, رمات يوحنان) إلا أنه نجاح هذه الأعمال العسكرية كان محدودا. كذلك اعتدى على المواصلات اليهودية على امتداد الشوارع المهمة, قاطعا الاتصال بين عدد من المستوطنات النائية (وبما فيها غوش عتصيون) وبين القدس وبين النقب وتل أبيب وبين الجليل الغربي وحيفا. وكادت هذه الاعتداءات أن تحقق نجاحا سياسيا: ففي 19 آَذار 1948 اقترحت الولايات المتحدة فرض حكم وصاية موقت على أرض إسرائيل بدلا من تقسيمها.
المرحلة الثانية: 1 نيسان عام 1948 - 14 أيار عام 1948 لأسباب سياسية وعسكرية قررت قيادة "الهاغانا" المبادرة إلى فرض سيطرتها على المناطق التي خصصتها الأمم المتحدة لليهود من أجل إقامة خطوط اتصال ناجعة مع البلدات اليهودية الواقعة خارج هذه المناطق. وقد أدت "عملية ناحشون" إلى شق الطريق المؤدية إلى القدس اليهودية المحاصرة وإن كان ذلك لفترة. وقد احتلت "الهاغانا" كلا من مدينة طبريا حيث كان اليهود فيها تحت الحصار داخل البلدة القديمة (في 18 نيسان) وحيفا (في 22 نيسان), المنطقة الواصلة بين تل أبيب والأحياء البعيدة في محيطها, وحي القطمون وشيخ جراح في القدس (تم الانسحاب من شيخ جراح بعد ذلك في أعقاب إنذار نهائي بريطاني) والجليل الغربي, صفد بأكملها (حيث كان هناك الحي اليهودي محاصرا أيضا), وقد منع تدخل بريطاني احتلال يافا على يد قوات يهودية (استسلمت المدينة في أيار). وبالرغم من طبيعة القتال غير المنتظم الذي منع أخذ الأسرى, فقد حفظت في أغلب الأحيان, بحقوق المواطنين العرب الذين لم يكن لهم ضلع في القتال. ففي حيفا, مثلا, بذلت السلطات اليهودية جل وسعها لمنع مغادرة العرب الجماعية للمدينة.
في حالات أخرى, مثل دير ياسين, قرية عربية تقع على المدخل الغربي لمدينة القدس, والتي احتلتها قوات الإيتسل وليحي (أي المناضلون في سبيل حرية إسرائيل) لم يبذل أي جهد لمنع قتل الشيوخ, النساء, والأطفال الأبرياء فحسب بل بالعكس, فهناك ادعاء أن القتل كان متعمدا من أجل تعجيل فرار السكان العرب من البلاد.
بعض الاعتداءات العربية مثل الاعتداء على القافلة التي كانت في طريقها من المشفى الجامعي "هداسا" الواقع في جبل سكوبس, أسفرت عن ضحايا كثيرة. لكنها لم تحرز أي تقدم إستراتيجي. "جيش الإنقاذ - قوات القاوقجي" انكسر في حقيقة الأمر في هذه المرحلة. وقد ساهم إحراز مساحات أرض متصل تحت سيطرة يهودية ناجعة - في جعل رئيس الولايات المتحدة يرجىء خطة الوصاية ومكنت من إعلان إستقلال دولة إسرائيل في 14 أيار (مايو) عام 1948.
المرحلة الثالثة: من 15 أيار 1948 - 10 حزيران عام 1948. في 15 أيار قصفت طائرات مصرية مدينة تل أبيب. وقد شكل هذا القصف إشارة البدء لغزو الجيوش النظامية للدول العربية الأراضي الإسرائيلية. لقد كان القرار الأصلي للدول العربية هو مساندة عرب أرض إسرائيل عن طؤيق إرسال المتطوعين, الأموال, السلاح والإمدادات المادية ووضع قواتها النظامية على امتداد الحدود - لكن ليس بهدف الاجتياح الشامل. وقد تم تغيير هذا القرار في النصف الأول من شهر أيار وذلك على الرغم من رأي رجال الجيش. القرار بغزو إسرائيل والذي كان في أساسه قرارا مصريا, فَرض كما قيل على يد الملك فاروق على الحكومة والجيش اللذين لم يرغبا في ذلك. ومن بين الاعتبارات المصرية للقيام بغزو إسرائيل كانت الرغبة في إحباط خطة نسبت إلى الملك عبدالله وهي ضم مناطق من أرض إسرئيل الغربية إلى الأردن. وقد افترضت الخطة الأصلية للعساكر االغازية والتي لم يتم التنسيق بينها كما يجب, افترضت أن تتحرك القوات المصرية باتجاه تل أبيب وأن تتقدم القوات السورية واللبنانية والعراقية باتجاه حيفا, واحتلال الضفة الغربية والقدس بواسطة الجيش العربي الأردني.
لقد وضع دخول خمسة عساكر نظامية ميدان المعركة, حركة الهاغانا (أقيم الجيش رسميا في 27 حزيران فقط) والتي لا تملك بعد سلاح المدفعية, سلاحا جويا , وسلاح مدرعات قد وضعها في حالة حرجة. تحرك الجيش المصري على طول خط الساحل, مهاجما على البلدات اليهودية في طريقه, ومتحايدا أخرى (نيريم, كفار داروم) ومحتلا أخرى (نيتسانيم, يد مردخاي).وقد توقف على بعد 35 كيلومترا فقط من تل أبيب, وذلك بواسطة قوة صد تم تجنيدها على عجل مستعينة بالطائرات الحربية الأولى التي وصلت من تشيكوسلوفاكيا. إحتل الجيش العربي (الأردني) غوش عتصون, بيت هعرفا, ومصانع البوتاس الواقعة في الطرف الشمالي للبحر الميت. وقد تم إخلاء مستوطنتين أخريين شمالي القدس. وقد دخل الجيش العربي إلى القدس حيث احتل هناك بعد قتال مرير حارة اليهود المعزولة عن البلدة القديمة, لكنه لم يقدر على الرغم من محاولاته المتكررة على دخول غربي المدينة.
ولم تتمكن حركة الهاغانا من طرد الجيش عن موقع اللطرون, والذي سيطر على الطريق المؤدي إلى القدس المحاصرة. مع أنه فقد تم شق طريق بديل ـ "طريق بورما", والذي بواسطته نجت المدينة من المجاعة والاستسلام بسبب النقص في الغذاء والسلاح والذخيرة.
أما الجيش السوري فقد احتل مسادا وباب الجولان, الواقعة جنوبي بحيرة طبريا, لكن توقف على أبواب "دغانيا" بواسطة "زجاجات مولوتوف" من إنتاج بيتي ومدفع وحيد بدون قدرة تصويب وصلا من فرنسا. وبعد ذلك اتجه السوريون نحو الشمال وسيطروا على رأس جسر غربي نهرالأردن في مِشْمَر هَيَرْدِن.
أما الجيش الأردني فقد احتل "ملخية" ولكن بعد ذلك لم يكد يشارك في عمليات هجومية. وفي مطلع حزيران (يونيو) فقد الهجوم العربي تفوقه, واضمحلت اَماله بالانتصار السريع. مع ذلك فقد تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة. فلذلك لا عجب أن قبل الطرفان بمشاعر الارتياح قرار مجلس الأمن, الذي دعا إلى هدنة في المعارك لفترة 28 يوما. دخلت الهدنة حيز التنفيذ ابتداءا من 10 حزيران عام 1948.
المرحلة الرابعة: 10 حزيران عام 1948 - 18 تموز عام .1948 عندما أستئنفت المعارك في 10 حزيران كان الوضع مختلفا. إستوعب جيش الدفاع الإسرائيلي عتادا ثقيلا تم شراؤه قبل إقامة الدولة ولكنه لم يصل إلى البلاد إلا بعد انتهاء الانتداب البريطاني. لقد اختلف التشكيل التنظيمي والتنفيذي لوحدات الجيش. فقد أخذت إسرائيل زمام المبادرة في الشمال. "عملية ديكيل" أدت إلى احتلال الجليل الأسفل, بما فيه مدينة الناصرة, لكن "عملية بروش" لم تنجح بتقليص حجم رأس الجسر السوري بالقرب من مشمار هياردن إلا بشكل جزئي, أما في الجبهة المركزية فقد أدت "عملية داني" إلى احتلال الرملة واللد (بما يشمل المطار الحيوي) من أيدي الجيش العربي. وقد هدفت المرحلة الثانية للعملية, إلى احتلال اللطرون ورام الله وإلى تشكيل ممر أوسع إلى القدس, لكن المحاولة قد فشلت. وفي القدس فشلت أيضا محاولة احتلال البلدة القديمة وبالرغم من المعارك المريرة في قطاعات مختلفة لم تحرز تغييرات حقيقية في الخطوط.
في الجنوب تمكن المصريون مرة أخرى من إغلاق الطريق الرئيسي إلى النقب. حدثت معركة حامية حول يبوتس نيغبا, بالقرب من طريق العرض من الساحل إلى جبل الخليل, لكن تم شق طريق بديل استخدم في ساعات الليل للمواصلات اليهودية بين الشمال والجنوب, في حين استخدمت الطريق الشرقي الغربي الذي قطع هذا الطريق القوات المصرية في ساعات النهار. في أثناء ذلك انتقال زمام المبادرة الاَن إلى إسرائيل وبواسطة المندوب البريطاني في مجلس الأمن, طلب العرب هدنة لوقت غير محدد. ودخلت هذه الهدنة حيز التنفيذ بعد 10 أيام من المعارك, في 18 تموز.
المرحلة الخامسة: من 19 تموز - 5 كانون الثاني. خلال الهدنة الثانية بذل البارون برنادوت - الوسيط من قبل هيئة الأمم المتحدة - جهدا لم يتكلل بالنجاح للتوصل إلى حل سياسي. في أثناء ذلك أقامت دولة إسرائيل جيشا يفوق عدده 100,000 شخص, حيث تم تجنيد واحدا من كل ستة أشخاص في الدولة. في أعقاب محاولات المصريين عزل منطقة النقب واقتراح البارون برنادوت سلخ النقب من حدود الدولة اليهودية, تمكن جيش الدفاع الإسرائيلي في عملية سريعة (عملية يوأف) في 15 تشرين أول من شق الطريق إلى الجنوب واحتلال بئر السبع في 21 تشرين الأول. في هذه الحالة أصبحت ألقوات المصرية في جبل الخليل وعلى المشارف الجنوبية للقدس معزولة الاَن عن قواعدها. وفي "عملية إل ههار" ("إلى الجبل") وسع جيش الدفاع الإسرائيلي المدخل الضيق غير الأمن إلى القدس باتجاه الجنوب. وفي غضون ذلك واصلت ألقوات غير النظامية االعربية, والتي لم توافق على الهدنة أبدا, القيام بأعمال المضايقة ضد المستوطنات والقوات اليهودية في الشمال, وفي "عملية حيرام" (31 -29 من تشرين الأول), فقد أدى ألهجوم المضاد الإسرائيلي, إلى احتلال الجليل الأعلى بواسطة حركة كماشة من صف في الشرق ومن ساحل البحر في الغرب. كذلك تم احتلال جزء من أرض لبنان المحاور للجليل الأعلى, وقد هدفت "عملية حوريف" (في كانون الأول) إلى طرد بقية القوات المصرية من البلاد.
فقد تحركت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي باتجاه الجنوب في طريق الصحراء إلى قرية العوجا التي تقع في الحدود ومنها إلى قلب سيناء, محتلة أبو عجيلة وواصلة إلى البحر جنوبي قطاع غزة. أضطر الضغط الأمريكي -البريطاني المشترك, أضطر إسرائيل إلى الانسحاب من شبه جزيرة سيناء, ولكن قواتها أعادت انتشارها شرقي حدود غزة. ألاَن, عندما كانت القوات المصرية في قطاع غزة على خطر العزل وبقيت الطرق باتجاه مصر بلا حماية, فقد أعرب مصر عن موافقتها في 5 كانون الثاني عام 1949 على خوض مفاوضات بنية التوصل إلى اتفاقية هدنة - حيث كان ذلك هو ما طالب به مجلس الأمن منذ 16 كانون الثاني. وقد دخلت اتفاقية الهدنة الجديدة حيز التنفيذ في 7 كانون الثاني (يناير) في حين كانت وحدة لواء عسكرية خدم فيها جمال عبد الناصر ضابط ركن صغير السن - هي محاصرة وعزلاء في "جيب" صغير من حول الفلوجا.
وأدت حرب الاستقلال إلى خسائر إسرائيلية فادحة جدا: أ كثر من 6.000 قتيل-وهم 1% من مجموع السكان تقريبا بما فيهم أكثر من 4,000 جندي لقوا مصرعهم. أما خسائر العرب فقد تم تقديرها بحوالي 2,000 قتيل من بين العساكر النظامية وبعدد غير محدد من المقاتلين الفلسطينيين من غير العساكر النظامية.
من 29 تشرين الثاني1947 - 31 آَذار عام 1948 . إندلع العنف العربي يوما بعد صدور قرار رقم 181. أطلقت عيارات نارية باتجاه حافلة يهودية بالقرب من مطار اللد, وأدى إضراب عام أعلنته اللجنة العربية العليا إلى حرق ونهب الحي التجاري اليهودي الواقع بالقرب من باب الخليل في القدس. وأثناء ذلك كان حوالي 100,000 عسكري بريطاني ما زالوا موجودين في البلاد وقد فاقت قدرتهم العسكرية قدرة قوات المقاتلين من كلا الجانبين. إلا أن السياسة البريطانية كانت عدم التدخل في القتال من الطرفين إلا من أجل الحفاظ على أمن قواتها ومنشاَتها. في غضون هذه الفترة كان النشاط العربي العسكري مكونا من أعمال قناصة وإلقاء القنابل باتجاه المواصلات اليهودية على امتداد الشوارع الرئيسية وباتجاه الأحياء اليهودية المنعزلة في المدن المختلطة وفي المستوطنات الثنائية.
أما "ألهاغانا" وهي الجناح العسكري للسكان اليهود المنتظمين فقد ركزت جهودها في بداية الأمر في الأعمال الدفاعية تحرص على حصر أعمال الانتقام ضد المسؤولين المباشرين عن أعمال الاعتداء فقط.
على العكس منها فقد نفذت "ألإيتسل" وهي الحركة السرية التي لم تخضع لسيادة المؤسسات الرسمية أعمال انتقام دون تمييز, مثل الحادث الذي وضع فيه قنبلة في سوق عربية. من كانون الأول 1947 وحتى كانون الثاني 1948 قام العرب بمساعدة متطوعين من الدول العربية المجاورة بعدة محاولات لاحتلال مستوطنات يهودية نائية (كفار عتسيون, تيرات تسفي, كفار سولد) إلا أن المدافعين اليهود صدوهم عنها. وقد أحرزت أعمال إرهابية استخدمت بريطانيين فارين كم الخدمة نجاحا أكبر وخاصة في القدس حيث اشتملت على تفجير مبنى المؤسسات القومية, مكاتب إدارة تحرير صحيفة " فلسطين بوست " وعدد من البيوت في شارع بن يهودا.
في كانون الأول عام 1948 دخلت إلى أرض إسرائيل قوة من المتطوعين العرب بقيادة فوزي القاوقجي وسيطرت على المنطقة العربية في شمالي البلاد. وقد دخل متطوعون اَخرون وخاصة من "الأخوان المسلمين" في مصر - دخلوا إلى منطقة الخليل ـ بيت لحم في الجنوب.هذا وقد بلغ عدد المسلحين في قوة القاوقجي ـ الذي عرف باسم "جيش الخلاص" ـ في كانون الثاني حوالي 2000 شخص وقد تراوح عددهم في نيسان وفق التقديرات ما بين 5000 و- 8000 شخص. وقد أرسلت هذه القوة ضباطا ووحدات صغيرة الحجم إلى المدن مثل حيفا ويافا, التي كان من المتوقع أن يحتلها اليهود, كما هاجم على مستوطنات يهودية في شمالي البلاد (تيرات تسفي, مشمار هعيمك, رمات يوحنان) إلا أنه نجاح هذه الأعمال العسكرية كان محدودا. كذلك اعتدى على المواصلات اليهودية على امتداد الشوارع المهمة, قاطعا الاتصال بين عدد من المستوطنات النائية (وبما فيها غوش عتصيون) وبين القدس وبين النقب وتل أبيب وبين الجليل الغربي وحيفا. وكادت هذه الاعتداءات أن تحقق نجاحا سياسيا: ففي 19 آَذار 1948 اقترحت الولايات المتحدة فرض حكم وصاية موقت على أرض إسرائيل بدلا من تقسيمها.
المرحلة الثانية: 1 نيسان عام 1948 - 14 أيار عام 1948 لأسباب سياسية وعسكرية قررت قيادة "الهاغانا" المبادرة إلى فرض سيطرتها على المناطق التي خصصتها الأمم المتحدة لليهود من أجل إقامة خطوط اتصال ناجعة مع البلدات اليهودية الواقعة خارج هذه المناطق. وقد أدت "عملية ناحشون" إلى شق الطريق المؤدية إلى القدس اليهودية المحاصرة وإن كان ذلك لفترة. وقد احتلت "الهاغانا" كلا من مدينة طبريا حيث كان اليهود فيها تحت الحصار داخل البلدة القديمة (في 18 نيسان) وحيفا (في 22 نيسان), المنطقة الواصلة بين تل أبيب والأحياء البعيدة في محيطها, وحي القطمون وشيخ جراح في القدس (تم الانسحاب من شيخ جراح بعد ذلك في أعقاب إنذار نهائي بريطاني) والجليل الغربي, صفد بأكملها (حيث كان هناك الحي اليهودي محاصرا أيضا), وقد منع تدخل بريطاني احتلال يافا على يد قوات يهودية (استسلمت المدينة في أيار). وبالرغم من طبيعة القتال غير المنتظم الذي منع أخذ الأسرى, فقد حفظت في أغلب الأحيان, بحقوق المواطنين العرب الذين لم يكن لهم ضلع في القتال. ففي حيفا, مثلا, بذلت السلطات اليهودية جل وسعها لمنع مغادرة العرب الجماعية للمدينة.
في حالات أخرى, مثل دير ياسين, قرية عربية تقع على المدخل الغربي لمدينة القدس, والتي احتلتها قوات الإيتسل وليحي (أي المناضلون في سبيل حرية إسرائيل) لم يبذل أي جهد لمنع قتل الشيوخ, النساء, والأطفال الأبرياء فحسب بل بالعكس, فهناك ادعاء أن القتل كان متعمدا من أجل تعجيل فرار السكان العرب من البلاد.
بعض الاعتداءات العربية مثل الاعتداء على القافلة التي كانت في طريقها من المشفى الجامعي "هداسا" الواقع في جبل سكوبس, أسفرت عن ضحايا كثيرة. لكنها لم تحرز أي تقدم إستراتيجي. "جيش الإنقاذ - قوات القاوقجي" انكسر في حقيقة الأمر في هذه المرحلة. وقد ساهم إحراز مساحات أرض متصل تحت سيطرة يهودية ناجعة - في جعل رئيس الولايات المتحدة يرجىء خطة الوصاية ومكنت من إعلان إستقلال دولة إسرائيل في 14 أيار (مايو) عام 1948.
المرحلة الثالثة: من 15 أيار 1948 - 10 حزيران عام 1948. في 15 أيار قصفت طائرات مصرية مدينة تل أبيب. وقد شكل هذا القصف إشارة البدء لغزو الجيوش النظامية للدول العربية الأراضي الإسرائيلية. لقد كان القرار الأصلي للدول العربية هو مساندة عرب أرض إسرائيل عن طؤيق إرسال المتطوعين, الأموال, السلاح والإمدادات المادية ووضع قواتها النظامية على امتداد الحدود - لكن ليس بهدف الاجتياح الشامل. وقد تم تغيير هذا القرار في النصف الأول من شهر أيار وذلك على الرغم من رأي رجال الجيش. القرار بغزو إسرائيل والذي كان في أساسه قرارا مصريا, فَرض كما قيل على يد الملك فاروق على الحكومة والجيش اللذين لم يرغبا في ذلك. ومن بين الاعتبارات المصرية للقيام بغزو إسرائيل كانت الرغبة في إحباط خطة نسبت إلى الملك عبدالله وهي ضم مناطق من أرض إسرئيل الغربية إلى الأردن. وقد افترضت الخطة الأصلية للعساكر االغازية والتي لم يتم التنسيق بينها كما يجب, افترضت أن تتحرك القوات المصرية باتجاه تل أبيب وأن تتقدم القوات السورية واللبنانية والعراقية باتجاه حيفا, واحتلال الضفة الغربية والقدس بواسطة الجيش العربي الأردني.
لقد وضع دخول خمسة عساكر نظامية ميدان المعركة, حركة الهاغانا (أقيم الجيش رسميا في 27 حزيران فقط) والتي لا تملك بعد سلاح المدفعية, سلاحا جويا , وسلاح مدرعات قد وضعها في حالة حرجة. تحرك الجيش المصري على طول خط الساحل, مهاجما على البلدات اليهودية في طريقه, ومتحايدا أخرى (نيريم, كفار داروم) ومحتلا أخرى (نيتسانيم, يد مردخاي).وقد توقف على بعد 35 كيلومترا فقط من تل أبيب, وذلك بواسطة قوة صد تم تجنيدها على عجل مستعينة بالطائرات الحربية الأولى التي وصلت من تشيكوسلوفاكيا. إحتل الجيش العربي (الأردني) غوش عتصون, بيت هعرفا, ومصانع البوتاس الواقعة في الطرف الشمالي للبحر الميت. وقد تم إخلاء مستوطنتين أخريين شمالي القدس. وقد دخل الجيش العربي إلى القدس حيث احتل هناك بعد قتال مرير حارة اليهود المعزولة عن البلدة القديمة, لكنه لم يقدر على الرغم من محاولاته المتكررة على دخول غربي المدينة.
ولم تتمكن حركة الهاغانا من طرد الجيش عن موقع اللطرون, والذي سيطر على الطريق المؤدي إلى القدس المحاصرة. مع أنه فقد تم شق طريق بديل ـ "طريق بورما", والذي بواسطته نجت المدينة من المجاعة والاستسلام بسبب النقص في الغذاء والسلاح والذخيرة.
أما الجيش السوري فقد احتل مسادا وباب الجولان, الواقعة جنوبي بحيرة طبريا, لكن توقف على أبواب "دغانيا" بواسطة "زجاجات مولوتوف" من إنتاج بيتي ومدفع وحيد بدون قدرة تصويب وصلا من فرنسا. وبعد ذلك اتجه السوريون نحو الشمال وسيطروا على رأس جسر غربي نهرالأردن في مِشْمَر هَيَرْدِن.
أما الجيش الأردني فقد احتل "ملخية" ولكن بعد ذلك لم يكد يشارك في عمليات هجومية. وفي مطلع حزيران (يونيو) فقد الهجوم العربي تفوقه, واضمحلت اَماله بالانتصار السريع. مع ذلك فقد تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة. فلذلك لا عجب أن قبل الطرفان بمشاعر الارتياح قرار مجلس الأمن, الذي دعا إلى هدنة في المعارك لفترة 28 يوما. دخلت الهدنة حيز التنفيذ ابتداءا من 10 حزيران عام 1948.
المرحلة الرابعة: 10 حزيران عام 1948 - 18 تموز عام .1948 عندما أستئنفت المعارك في 10 حزيران كان الوضع مختلفا. إستوعب جيش الدفاع الإسرائيلي عتادا ثقيلا تم شراؤه قبل إقامة الدولة ولكنه لم يصل إلى البلاد إلا بعد انتهاء الانتداب البريطاني. لقد اختلف التشكيل التنظيمي والتنفيذي لوحدات الجيش. فقد أخذت إسرائيل زمام المبادرة في الشمال. "عملية ديكيل" أدت إلى احتلال الجليل الأسفل, بما فيه مدينة الناصرة, لكن "عملية بروش" لم تنجح بتقليص حجم رأس الجسر السوري بالقرب من مشمار هياردن إلا بشكل جزئي, أما في الجبهة المركزية فقد أدت "عملية داني" إلى احتلال الرملة واللد (بما يشمل المطار الحيوي) من أيدي الجيش العربي. وقد هدفت المرحلة الثانية للعملية, إلى احتلال اللطرون ورام الله وإلى تشكيل ممر أوسع إلى القدس, لكن المحاولة قد فشلت. وفي القدس فشلت أيضا محاولة احتلال البلدة القديمة وبالرغم من المعارك المريرة في قطاعات مختلفة لم تحرز تغييرات حقيقية في الخطوط.
في الجنوب تمكن المصريون مرة أخرى من إغلاق الطريق الرئيسي إلى النقب. حدثت معركة حامية حول يبوتس نيغبا, بالقرب من طريق العرض من الساحل إلى جبل الخليل, لكن تم شق طريق بديل استخدم في ساعات الليل للمواصلات اليهودية بين الشمال والجنوب, في حين استخدمت الطريق الشرقي الغربي الذي قطع هذا الطريق القوات المصرية في ساعات النهار. في أثناء ذلك انتقال زمام المبادرة الاَن إلى إسرائيل وبواسطة المندوب البريطاني في مجلس الأمن, طلب العرب هدنة لوقت غير محدد. ودخلت هذه الهدنة حيز التنفيذ بعد 10 أيام من المعارك, في 18 تموز.
المرحلة الخامسة: من 19 تموز - 5 كانون الثاني. خلال الهدنة الثانية بذل البارون برنادوت - الوسيط من قبل هيئة الأمم المتحدة - جهدا لم يتكلل بالنجاح للتوصل إلى حل سياسي. في أثناء ذلك أقامت دولة إسرائيل جيشا يفوق عدده 100,000 شخص, حيث تم تجنيد واحدا من كل ستة أشخاص في الدولة. في أعقاب محاولات المصريين عزل منطقة النقب واقتراح البارون برنادوت سلخ النقب من حدود الدولة اليهودية, تمكن جيش الدفاع الإسرائيلي في عملية سريعة (عملية يوأف) في 15 تشرين أول من شق الطريق إلى الجنوب واحتلال بئر السبع في 21 تشرين الأول. في هذه الحالة أصبحت ألقوات المصرية في جبل الخليل وعلى المشارف الجنوبية للقدس معزولة الاَن عن قواعدها. وفي "عملية إل ههار" ("إلى الجبل") وسع جيش الدفاع الإسرائيلي المدخل الضيق غير الأمن إلى القدس باتجاه الجنوب. وفي غضون ذلك واصلت ألقوات غير النظامية االعربية, والتي لم توافق على الهدنة أبدا, القيام بأعمال المضايقة ضد المستوطنات والقوات اليهودية في الشمال, وفي "عملية حيرام" (31 -29 من تشرين الأول), فقد أدى ألهجوم المضاد الإسرائيلي, إلى احتلال الجليل الأعلى بواسطة حركة كماشة من صف في الشرق ومن ساحل البحر في الغرب. كذلك تم احتلال جزء من أرض لبنان المحاور للجليل الأعلى, وقد هدفت "عملية حوريف" (في كانون الأول) إلى طرد بقية القوات المصرية من البلاد.
فقد تحركت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي باتجاه الجنوب في طريق الصحراء إلى قرية العوجا التي تقع في الحدود ومنها إلى قلب سيناء, محتلة أبو عجيلة وواصلة إلى البحر جنوبي قطاع غزة. أضطر الضغط الأمريكي -البريطاني المشترك, أضطر إسرائيل إلى الانسحاب من شبه جزيرة سيناء, ولكن قواتها أعادت انتشارها شرقي حدود غزة. ألاَن, عندما كانت القوات المصرية في قطاع غزة على خطر العزل وبقيت الطرق باتجاه مصر بلا حماية, فقد أعرب مصر عن موافقتها في 5 كانون الثاني عام 1949 على خوض مفاوضات بنية التوصل إلى اتفاقية هدنة - حيث كان ذلك هو ما طالب به مجلس الأمن منذ 16 كانون الثاني. وقد دخلت اتفاقية الهدنة الجديدة حيز التنفيذ في 7 كانون الثاني (يناير) في حين كانت وحدة لواء عسكرية خدم فيها جمال عبد الناصر ضابط ركن صغير السن - هي محاصرة وعزلاء في "جيب" صغير من حول الفلوجا.
وأدت حرب الاستقلال إلى خسائر إسرائيلية فادحة جدا: أ كثر من 6.000 قتيل-وهم 1% من مجموع السكان تقريبا بما فيهم أكثر من 4,000 جندي لقوا مصرعهم. أما خسائر العرب فقد تم تقديرها بحوالي 2,000 قتيل من بين العساكر النظامية وبعدد غير محدد من المقاتلين الفلسطينيين من غير العساكر النظامية.
الأربعاء أبريل 02, 2014 10:24 am من طرف احمد يوسف
» حروف النسب – אוֹתִיּוֹת הַיַּחַס
الثلاثاء سبتمبر 11, 2012 6:02 pm من طرف تامر
» جدول محاضرات الفرقه الاولى انتظام وانتساب
الثلاثاء سبتمبر 11, 2012 5:47 pm من طرف تامر
» مصطلحات في المطبخ...
الثلاثاء يناير 03, 2012 1:08 am من طرف wolf
» محادثات(בְּרָכוֹת - تحيات)
الإثنين يناير 02, 2012 12:45 pm من طرف wolf
» بعض المهن باللغه العبريه
الأحد يناير 01, 2012 3:53 pm من طرف wolf
» الالوان بالعبرى
الأحد يناير 01, 2012 3:35 pm من طرف wolf
» دروس في المحادثه العبريه
الأحد يناير 01, 2012 3:20 pm من طرف wolf
» هديــة لجميع الاعضـاء اسطــوانه لتعليم اللغة العبرية جميـــــلة
الأحد يناير 01, 2012 2:56 pm من طرف wolf
» محادثات2(פְּגִישָׁה - لقاء)
الأحد يناير 01, 2012 2:37 pm من طرف wolf
» ( كتب و صوتيــــات ) عبريــــة هــــامـــة .. كورسات رائعــة
الأحد يناير 01, 2012 2:35 pm من طرف wolf
» امثـــــــــال عبــرية ( محــــاضرة د: سيــد سليــمان التانيه )
الأحد يناير 01, 2012 2:27 pm من طرف wolf
» كلمات وعبارات شائعة
الأحد يناير 01, 2012 2:06 pm من طرف wolf
» دورت التأهل للسلك الدبلوماسى
الأربعاء يناير 05, 2011 2:52 pm من طرف atqc